في مساحة تتلاقى فيها الرؤية الثقافية مع الطموح القيادي، وتنبثق منها ملامح تعاون شبابي خليجي متجدد، تتجسد تجربة "جسور خليجية" بوصفها منصة تصنع المعنى قبل البرامج، وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو البوابة الأوسع نحو المستقبل.
من هنا، بدأت الدورة الثانية من البرنامج الخليجي للقيادات الشبابية، بمشاركة نخبة من شباب وشابات دول مجلس التعاون، ضمن تجربة تستحضر الهوية المشتركة، وتعيد صياغة مفهوم القيادة بروح معاصرة.
جاءت هذه التجربة ثمرة تعاون بين ناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة، التابعتين لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وبالشراكة مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث اجتمع أربعون شابًا وشابة يمثلون مختلف دول المجلس، في لقاء يعكس عمق الرؤية التي تتبناها إمارة الشارقة بوصفها حاضنة للثقافة والإنسان، وبيئة تحتضن الطاقات الشابة وتمنحها مساحة للنمو والتأثير.
واحتضن مجمع القرآن الكريم بالشارقة لحظة الانطلاق، في أجواء حملت مزيجًا من الوقار الثقافي والحيوية الشبابية، وسط حضور مؤسسي ومجتمعي واسع.
وتتابعت فقرات الافتتاح في سياق رمزي يؤكد أن القيم هي نقطة البداية لأي مشروع قيادي، قبل أن تتجسد رسالة البرنامج في عرض مرئي عكس فلسفته القائمة على التعاون، وتبادل الخبرات، وبناء جسور راسخة بين شباب الخليج، تنطلق من الجذور المشتركة وتمتد بأثرها إلى الفضاء العربي الأوسع.
وتخللت الفعالية لفتة تقديرية بتكريم شركاء نجاح البرنامج، الذين أسهموا في دعمه وتمكينه، في مشهد يعكس روح الشراكة والتكامل المؤسسي، ويؤكد أن العمل الخليجي المشترك يقوم على تضافر الجهود وتلاقي الرؤى.
ويأتي "جسور خليجية" في دورته الثانية ليجدد الثقة بجيل خليجي شاب يؤمن بأن الوعي هو نقطة الانطلاق نحو المستقبل، ضمن تجربة معرفية وقيادية متكاملة، تركز على تنمية المهارات القيادية والشخصية، وبناء فرق العمل، والتخطيط الاستراتيجي وصنع القرار، والتنمية المستدامة وريادة الأعمال، إلى جانب استشراف التوجهات الحكومية المستقبلية، في رحلة تمتد على مدار أسبوع، وتُنسج تفاصيلها بروح خليجية واحدة.