23 ديسمبر 2025
ساعات ذكية تساعد الآباء على فهم سلوك أطفالهم

في خطوة جديدة توظف التقنيات الذكية لخدمة الصحة النفسية للأطفال، طوّرت عيادة مايو نظامًا يعتمد على ساعة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتيح للآباء التعرف المبكر إلى مؤشرات نوبات الغضب لدى أطفالهم، بما يساعد على التعامل معها واحتوائها قبل أن تتصاعد.

ويعمل النظام من خلال مراقبة التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتوتر لدى الطفل، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب أو أنماط الحركة غير المعتادة، ثم نقل هذه البيانات إلى تطبيق على هواتف الآباء، حيث يتم إرسال تنبيه عند اقتراب نوبة غضب محتملة، مع توجيه الأهل للتفاعل مع الطفل في التوقيت الأنسب.

وبحسب دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open، شارك أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، ويتلقون علاجًا تفاعليًا بين الآباء والأبناء في عيادة مايو، في تجربة ارتداء ساعات ذكية لمدة 16 أسبوعًا. 

وأظهرت النتائج أن التنبيهات ساعدت الآباء على التدخل خلال نحو أربع ثوانٍ، وأسهمت في تقليص مدة نوبات الغضب الشديدة بمعدل 11 دقيقة مقارنة بالعلاج التقليدي وحده.

ولا تقتصر آثار هذا النظام على تهدئة السلوكيات الحادة، بل تسهم أيضًا في تعزيز التفاعل الإيجابي بين الآباء والأبناء، وتحسين جودة المواقف اليومية في أماكن عامة مثل الطائرات والمطاعم، وفق ما أفادت به تقارير متخصصة.

ورغم أن التقنية لا تزال بحاجة إلى دراسات أوسع قبل إتاحتها تجاريًا، يرى الباحثون أنها قد تسد فجوة مهمة في دعم الصحة النفسية للأطفال خارج نطاق العيادات، خاصة في ظل الإحصاءات التي تشير إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال في الولايات المتحدة يعاني أحد أشكال الاضطرابات النفسية أو السلوكية أو العاطفية.

وفي إطار متصل، أشار الفريق البحثي إلى دراسة سابقة نُشرت في مجلة Journal of Child and Adolescent Psychopharmacology، حللت بيانات الساعات الذكية المتعلقة بمعدل ضربات القلب والنوم والحركة لدى أطفال يخضعون لرعاية نفسية، وبيّنت النتائج أن خوارزمية تعلم آلي تمكنت من التنبؤ بسلوك الطفل بدقة بلغت 81%، مع القدرة على تنبيه الآباء إلى نوبة غضب محتملة قبل نحو ساعة من وقوعها.

ويؤكد مختصون أن اضطرابات القلق والاكتئاب والسلوك لدى الأطفال قد تمتد آثارها إلى مراحل لاحقة من الحياة، ما يجعل التدخل المبكر عنصرًا أساسيًا في دعم الطفل والأسرة، ورغم بقاء العلاج النفسي الخيار الرئيس، فإن البيانات المستمدة من الأجهزة الذكية اليومية باتت تمثل أداة مساندة لتعزيز الرعاية خارج الأطر التقليدية.

ومع الزيادة المستمرة في معدلات تشخيص اضطرابات الصحة النفسية لدى الأطفال منذ عام 2016، يعوّل الباحثون على هذه التقنية لتقديم دعم عملي للأسر. 

وتوضح الدكتورة جوليا شيكونوف، المديرة الطبية لوحدة الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مايو كلينك، أن النظام يوفر للآباء وسيلة فورية للتعامل مع الأزمات السلوكية في أي وقت ومكان، بما يساعد الأطفال على استعادة توازنهم بشكل أسرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE